منذ مُلابساتِ التنقُلِ إلى مدينة بركان كانت الأجواء تُنذِرُ بأن الهدوءَِ المُريبَ يخْفي طبقةٌ رقيقةٌ جداً من المؤشراتِ التي تؤكِدُ اقترابَ العاصفةِ من مُدرجات الفصيلين العسكريين ..Curva Shé
في الوقتِ الذي بدأتْ تنسحِبُ من الذاكرةِ مظاهرُ الصِدامِ مع السلطات العمومية ، وبعدما صارتْ رحلةُ الزعيمِ تأخذُ الاتجاهَ الصحيح ، يخرجُ علينا شيطانُ الطيْشِ من قُمْقُمِهِ ليُلْحِقَ الضَرَرَ بمكاسِبِ السِلْمِ و السكينةِ التي تراكمتْ عقب استئنافِ الموسم فور انتهاء المونديال ..
من يعتنقونَ عقيدةَ العُنف هم بالتأكيدِ الذين كانوا أبطالَ التخريبِ والفوضى والتفرقةِ انطلاقاً من الدقيقة 80 من المباراة ، والزعيم آنذاك يقاتلُ بالعَرَق و الجُهْدِ من أجل تأمينِ الانتصار أمام نادي Future .. اتضح أن هؤلاء لا يملكون أفُقا ولا فِكراً ولا نضْجًاً قيادياً ..يفتخرون فقط بالسَبِّ والشتمِ .. و يتباهون بلائحةِ السوابقِ الجنائية كشهاداتٍ و أوسمةٍ ..
و يعتزون بالاسلحة البيضاء كالساطور و السكاكين و الحجارة و ما جاورها ، كلغة للحوار و النقاش في تدبيرِ تفاصيلِ الخلاف و الاختلاف .. و كأسلوبٍ لتصريفِ المطامِعِ الصغيرةِ نحو تَسَلًُقِ الزعاماتِ الوهميةِ بين قبائلِ التشجيع المنتشرةِ عبر جغرافيات العاصمة الإدارية ، عن طريق شَنِ غزواتِ التطرُفِ التي تضرِبُ في البَدْء و المُنْتهى أمن المجتمع و إسم الجيش الملكي بين أنديةِ الوطنِ و القارةِ الافريقية ..
كيف أدافعُ اليوم كعاشقٍ للجيش و كمتخصصٍ في العنف المرتبط بالرياضة عن تصرفاتِ الفوضى و العبث ؟ وبأي وجهٍ ؟ و كيف يُمكن أن أتجاهلَ أمُنَ و سلامةَ المواطنِ الصالحِ كأولوية أساسية داخل المركب الرياضي ..و معها كافة التهديدات التي فد تطالُ المناخَ الرياضي السليم ؟
ثم يأتي بعد كل هذا التسيُبِ من يتباكى بخصوصِ الايقافات وبخصوص منعِ استقبال الزعيم للمقابلات داخل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله ، وسط حديثٍ عن تضييقٍ افتراضي بات كلاماً غير ذي معنى يخدرُ مشاعرَ الأحداث القاصرين ..
من حقنا كأغلبيةٍ صامتةٍ و كجمهورٍ عسكري ناضجٍ و حضاري أن نستنكرَ و نشْجُبَ فُصولِ تلك المهازلِ و المعاركِ السخيفةِ في المُدرجاتِ ( وربما قد تنتقل إلى الشوارع و الأحياء ) ، والتي قد تدفعُ الفصيلين إلى السقوطِ في سنواتِ من الضياعِ في تضاريسِ الجاهليـة و الجهـالةِ و تصفيةِ الحساباتِ التافهةِ .. و قد تُدْخِلُ الفريق العسكري في متاهاتِ المجهولِ وعدمِ الاستقرار ..
عشقُ الزعيم ليس ماركة مُسجلة ومُحفَظة في إسم فئة من الحمهور العسكري دون غيرها .. بل الجيش الملكي كمؤسسة محترمة ليس ملكية الرباطيبن فحسب ، بل هو ملكيةُ كافة المغاربة .. علينا أن نخجلَ من سلوكاتِ الحضيضِ التي شاهدناها جميعاً أمامَ قامةِ و تاريخِ الزعيمِ المجيد .. و علينا أن نخجلَ أمام المُدُنِ الهادئةِ التي قطعتْ مسافاتٍ مُتميزةٍ نحو التطور و الإبداع والاحتفالية بتغليبِ العقلِ و وحدةِ الصفِ و ترجيحِ كفةِ المُواطنةِ الحقة ، بينما هنا بالكورفا تشي – Curva Ché – يُلاحظ اختفاءُ العُقلاء .. و احتلالُ المُراهقةُ المشهدَ البئيسَ و تَسَيُّدُ الفوضى التي قد تأتي على الأخضر و اليابسِ اذا لم يتمْ إعمالُ التطهيرِ والمراجعات..
محمد بوزفور
تعليقات الزوار ( 0 )