ليس كل من انتقد السيد فوزي لقجع هو بالضرورة ضد الوطن أو أنه أعطى هدية للعدو ضد الوطن..
كما أنه ليس كل من مدح لقجع هو بالضرورة مع الوطن أو ضد الوطن..
الأوطان هي أكبر من أن تختزل في أشخاص صغار مهما كانت أدوارهم وإسهاماتهم..
أقول هذا لأن التاريخ علمنا أن الذين انقلبوا على الراحل الحسن الثاني هم الذين كانوا يقبلون يديه من الجهتين وليس الذين كانوا يعارضونه..
بل إن المعارضين للحسن الثاني هم الذين أنقذوا “نظامه”، عندما أصبح مهددا، في سياق مضى، ب”السكتة القلبية” بتعبير الراحل الحسن الثاني نفسه..
حصل كل هذا عندما جيء بالمعارض رقم واحد للحسن الثاني، عبد الرحمن اليوسفيي ليقود حكومة التناوب التوافقي وليكون شاهدا على انتقال سلس للحكم من ملك إلى ملك..
طبعا أنا لا أعمم هنا ولا أقول إن كل المقربين من مجالس السلطان سرعان ما ينقلبون على السلطان عندما يتغير السياق..
أبدًا..
لأن الثابت هو أن مقربين كثيرين من مجالس السلطان عاشوا على العهد وماتوا على العهد وما بدلوا تبديلا..
وأنا أذكر بهذا لأني لا أدري أين قرأت أن البعض كتب يقول مدافعا عن “القداسة لغير الله”:
“فوزي لقجع هو أقوى رجل في إفريقيا”..
وظني أن هذه العبارة لا تخلو من استفزاز “طافح” ومن فقدان البوصلة والتيه أيضا..
لماذا؟
لأنه إذا كان لقجع هو “أقوى رجل في إفريقيا”، فماذا سنقول عن رأس الدولة الذي جعل من الانفتاح على إفريقيا عمقا استرتيجيا وحزءا من السياسة الخارجية للبلد منذ أن تولى مقاليد الحكم؟
سؤال لا جواب له..
وظني أن عبارة “لقجع أقوى رجل في إفريقيا” هي أكبر هدية للأعداء أجمعين ولا تختلف ربما عن هدف اللاعب بوحدوز في مرمى الوطن بمونديال روسيا..
كما أن هذه العبارة فيها أيضا ما يشبه عملية “تأليه” و”استصنام” لوزير عابر في حكومة عابرة..
لكن الأخطر من ذلك كله هو أن هذه العبارة فيها أيضا عملية “تبخيس” غير عادية لدور المؤسسات الدستورية المحورية في النسق السياسي للبلد بكامله..
و”هاذي هي جا يكحل ليها اعماها”، كما يقول أجدادنا المغاربة ..
بقي فقط أن اقول في سياق ودي لأننا في نقاش عمومي عادي وصحي ولسنا في حرب:
رجاء، إذا أحببتم فأحبوا باعتدال، وإذا كرهتم فاكرهوا باعتدال لأنه وارد جدا، في السياسة، أن نضطر، يوما ما، إلى كره من أحببناه أو حب من كرهناه..
والبقاء لله وحده.
تعليقات الزوار ( 0 )