منع التنقل الجماعي .. وأشياء أخرى ..!!

من خلال التتبع لمضامين مواقع التواصل الاجتماعي يتضح أن هناك نقاشاتٌ مُشتعلةٌ في موضوع منعِ التنقلِ الجماعي بين المُدن لمشجعي بعض الفرق دون غيرها ..
يبدو أنَّ السلطاتَ العموميةَ لجأتْ إلى سَنِّ تلك الإجراءاتٍ الاحترازية ، بسبب ما يتوفر لديها من مؤشرات مرتبطة بالمخاطر والتهديدات المُحتملة أو المُحدقة التي من شأنها الإضرار بالأمن العام .. في ظل وجود سوابق عُنفٍ سُجلتْ في حق جماهير بعض الأندية بعينها .. التي ترى ان التضييق والمنع الاداري قد طالها بكيفية مقصودة ، كأنصار الجيش الملكي على سبيل المثال لا الحصر ..
ولاشك أن سوابق المشجعين على وجه العموم ، إضافة إلى ما يحدُثُ بين الفينة و الأخرى في المُدرجات من صِدامات ” داخلية بين الإخوة الأعداء ” ، لا يمكن أن يُمْسَحَ ٍ بسهولة من ذاكرة السلطات المحلية و المركزية التي ترصد السلوكات المُنفلتة في هذه المدينة او تلك .
و يبدو أيضا أنه لا يمكننا الجزم بأن منع هذه التنقلات المنتقاة Sélectionnées.. لا يتم وفق منطق ( كم حاجة قضيناها بتركها ) ، بل يقع في الغالب احتراما لمبدإ الحفاظ على أمن وسلامة المشجعين خاصة و المواطنين بوجه عام ، كمُبرر موضوعي له شروطه المشروعة كما تراها السلطات العمومية المكلفة ، البعيدة بالتأكيد عن التعصب لهذا الفريق أو ذاك .. رغم ما يُشاعُ أحيانا من وجود بعض المحاباة لبعض الاندية البيضاوية من طرف السلطات العمومية ..
وجدير بالذكر أن قراراتِ المنع المذكورة لم تُسهم في القطع مع التنقلات الجماعية بين المدن ، حيث ظهر أن هناك مشكلاً حقيقياً على هذا الصعيد ، بحكم أن قرارات المنعِ لم يتم الانضباط لمقتضياتها بالصورة المطلوبة من طرف المشجعين في مجموعة من مباريات هذا الموسم . فالبرغم من صدور قرارات المنعُ لاحظنا تنقلات مهمة جدا من طرف جمهور الفريق الزائر و حضوره داخل الملاعب التي احتضنت مجموعة من المباريات ..!
من جهة أخرى ، و كرد فعل محتمل للاندية التي تعتبر جمهورها مظلوما باجراءات منع التنقل الجماعي بين المدن ، ينبغي أن نعلم أن النادي المغربي داخل الدوري الاحترافي لا يمكن أن يوصي جمهوره بعدم التنقل الى مدينة ما ، أو أن يُصدر قراراً بحصر متابعة مبارياته في نطاق مشجعيه المحليين أو منع حضور الجماهير الزائرة ، لأن ذلك معناه محاولة الإفتاء محل الجامعة صاحبة الاختصاص ، أو الحُلول مَحَلَّ السلطات العمومية التي تحتكرُ وحدها بحكم القانون النهوض بالدور الوقائي والاستباقي للأخطار واتخاذ ما تراه مناسباً من تدابير استثنائية .. شغلها هداك .. وشغل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أيضا تبعا لأحكام مدونتها التنظيمية ذات الصلة ، و لا يدخل ذلك في كآفة الأحوال في نطاق صلاحيات الأندية كما يمكن أن يتخيل البعض ..!!
واش هاد القرارات عادلة أو مُجحفة ؟ .. ذاك موضوع آخر ..
و هو سؤالٌ تُفرزهُ تفاعلات و ردودُ فعلِ بعضِ الأطيافِ من الأنصار و المشجعين اتجاه القرارات الإدارية ..!!
محمد بوزفور