سعيد الناصيري نموذجاً ..!!

دون مجاملات أو رَشٍ للزَعْفرانِ على حائطِ المديح ، من الموضوعية أن نحتفي بالانجاز الودادي الأخير ، ومعه الاعتراف بفضل الأسماء التي تشتغلُ خارج المستطيل الأخضر دون تطبيل أو تزميرٍ في حقل البذل والعطاء ..

امتلاكُ سعيد الناصيري لكِميةٍ من الحِسِّ البراغماتي في البحثِ عن مصادرِ التمويلِ و في تغطيةِ مختلف النفقات ِو الانتدابات و تحفيز اللاعبين يجعلُه يُسيطرُ على كثيرٍ من الإكراهات اليومية الساخنة .. للرجل ما يكفي من الشجاعةِ لقَلْبِ الطاولةِ على الاختياراتِ التقنية التي قد يتضحُ أنها لا ترقى لتلبية طُمُوحِات الجماهير ..يختلفُ الرجُلُ عن كثير من نُظرائهِ بهدوءٍ جليدي في تصريفِ مُختلفِ الرِهاناتِ التي يُواجهها الوداد الرياضي و في القدرة على امتصاصِ العديدِ من الضَرباتِ.. و يتميزُ الرجُل بقدرٍ كبيرٍ من الصَبرِ و المُرونة في التواصلِِ مع مُختلفِ أطيافِ المُشجعين رغم صُعوبةِ التعاطي مع انتظارات المدرجات ..
لا شك أنَّ تاريخَ النادي الأحمر سيتوقفُ طويلاً أمام هذا الإسم العِصامي الذي لا يُجسدُ دورَ ” مول الشكارة ” بالمفهوم التقليدي ، بل إن وُضُوحَ مشروعِهِ الطويلِ النَفَسِ الذي انطلقَ منذ سنة 2014 يُشكِّلُ مساحةَ استثمارٍ فاعلةٍ في قُدُراتِ الشباب و قاطرةً لتأطيرِ بعض أوجه الدينامكية البشرية داخل المدينة العملاقة ، الأمرُ الذي كرَّسَ مُناخات الاستقرارٍ الإداري و عزز حِفْظِ التوازناتِ العامة داخل النادي ، بصورةٍ مكنتْ إلى حد بعيدٍ من إنتاجِ نموذجٍ تدبيري مُتكاملٍ على صعيد المنافسة الوطنية و الافريقية .. وهي المُرتكزات التي ساهمَتْ في ترسيخ بروفايل الرَجُلِ كمرجعٍ محوري للنجاح الرياضي بعيداً عن مِنْطقةِ الحِساباتِ الضَيقَةِ والصغيرة ، و قريباً من صناعةِ الأفراحِ في قلوبِ المُحبين و الأنصار ، بشكلٍ جَعَلَ السَقْفَ يزدادُ عُلُواً أمام مجموعة من أهل التدبيرِ التجريبي و البناء العشوائي داخل المجال التسييري بالمغرب ، في الوقتِ الذي يُصِرُّ فيه جلالةُ الملك محمد السادس حفظه الله على أن تلعبَ كُرةُ القدم الأدوارَ الطلائعية في تجسيدِ الانتظاراتِ الجماهيرية ، باعتبارها رافعةً استراتيجيةً للإقْلاعِ الرياضي للمملكة الشريفة ، في أفق توسيعِ دائرةِ الاشعاعِ الوطني في المحافلِ القارية و الدولية ..
محمد بوزفور