صحيح أن حدث تألق المغاربة في منافسات المونديال بقطر كان بالنسبة الى بعض الأثرياء في وطننا العزيز مناسبة للبذل..
ومناسبة للعطاء..
ومناسبة للسخاء..
وأيضا مناسبة للعطف على الفقراء والمحتاجين..
وهذا ما فعله بالتحديد رجل أعمال مغربي..
وأقصد هنا هذا الذي وزع شققا على بعض الأرامل اللواتي يشتكين العوز..
ولا يهم هل فعل المعني بالأمر هذا العمل الإحساني ب”نية” صافية أم ب”نية” أخرى..
لأن “النية” جزء من الغيب..
ولو أن “النية” أصبحت اليوم “مشروع” شعب بكامله مع هذا الولد وليد الركراكي..
لكن تبقى عملية توزيع شقق على أرامل معوزات فكرة نبيلة ومبادرة بحس اجتماعي وإنساني عال جدا ولا يمكن إلا أن نصفق لها..
لكن تألق المغاربة في هذا المونديال كان أيضا بالنسبة إلى جزء آخر من الأثرياء مناسبة للهطة..
ومناسبة للنهب..
ومناسبة لمزيد من الاغتناء السريع..
ومناسبة للمضاربات في كل شيء بما في ذلك الزيادة في أسعار المشروبات في هذه المقهى أو تلك..
وربما كان أيضا مناسبة حتى لغسل الأموال في الفنادق المصنفة لقطر وغير قطر..
أما أبناء ملياردير شهير رحمه الله فقد بلغ بهم الجشع إلى درجة غير متوقعة..
لقد فتحوا فندقهم هنا بالدار البيضاء لعموم المواطنين من أجل مشاهدة مباريات المنتخب المغربي…
لكن ب150 درهما ل”الدخلة” الواحدة والمباراة الواحدة..
وما على هؤلاء المواطنين إلا أن يحمدوا الله تعالى لأن إدارة الفندق لم تطلب منهم 150 درهما أخرى أثناء “الخرجة” بعد انتهاء المباراة..
“يقينا” أن الملياردير الراحل، الذي ظل يوصي خيرا بمشاريعه الخيرية الكبيرة، هو الآن يتقلب في قبره لأن كل ما بناه الوالد طيلة عقود من الزمن هدمه الأبناء في بضعة أشهر حتى لا أقول في بضعة أسابيع.
تعليقات الزوار ( 0 )