إلى الكبير محمود الخطيب
رئيس النادي الأهلي العريق والشامخ
تحية احترام وتقدير؛
أما بعد..
اسمح لي في البداية أن أستأذن زملائي الصحافيين في أرض “الكنانة”، وفي طليعتهم، بالطبع، من هم في مقام “رب أخ لم تلده لك أمك”.
أستأذن الجميع، وبلا تمييز، من يتعاطفون ويساندون بالقلب والعقل، الأهلي، ومن على منوالهم في الوقوف خلف الزمالك، في أن أتقدم إليك بهذا النداء أو إن صح التعبير المناشدة، لتتنازل عن الدعوى القضائية التي رفعتها ضد رئيس نادي الزمالك السيد مرتضى منصور، وكسبتها بعد تخطيها لكافة مراحل التقاضي.
لا أفهم في القانون، ولا في حيثيات وشروط وقواعد التنازل، لكن ما أناشدك به، من منطلق القواسم المشتركة بينكما، أولا، وبيننا ثانيا، كعرب ومسلمين، أقوى من أي اعتبارات أخرى.
العفو عند المقدرة من شيم الكبار والفضلاء.
وأنت منهم.
سامح رئيس الزمالك، مهما كانت حدة وقساوة إساءاته.
سامحه بهذه الصفة، من باب الاحترام والتقدير لرموز وتاريخ الزمالك، وجماهيره.
سامحه حتى لو لم يتعظ، وتصدر عنه ردود أفعال غير عقلانية وغير متبصرة.
الأهلي كبير بقيمه وتاريخه ورموزه.
ويكفي أن القضاء أنصفك وقال كلمته للتاريخ.
الأهلي قلعة كبيرة وفسيحة ورائدة في التسامح والتعايش وقبول الآخر، ونبذ خطابات التحريض على التعصب الأعمى والكراهية.
ويكفي مشهد شاب زملكاوي يدخل إلى مقر الأهلي بمدينة نصر، مرتديا قميص الزمالك، ويتجول في مرافقه، دون أن يلقى أي معاملة سلبية أو سيئة، كدليل على عظمة الأهلي، وقد كنت شاهدا على هذه الواقعة الجميلة والمثيرة في أحد أيام سنة 2021.
قدم للجميع درسا بليغا في مراعاة مصالح الغير، الأعم والأشمل، خاصة ممن لا ذنب لهم في ما حصل.
الأهلي جار للزمالك، وما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.
وعبر التاريخ كانت العلاقة مبنية على الاحترام والود والصداقات التي لا تفسد للود قضية.
أيها الكبير، سامح رئيس الزمالك، وكن رفيقا به، وبإرث النادي الذي ارتكب باسمه كل تلك الإذايات والإساءات.
أنت أكبر من أن تكون سببا في قضائه ولو لأسبوع داخل السجن.
أنت أكبر من أن يذكرك التاريخ بأنك كنت سببا في قضاء رئيس للزمالك لشهر وراء القضبان، مهما كانت أخطاؤه في حقك.
“أتبع السيئة الحسنة تمحها”، مصداقا لحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وفي الختام لك مني، ولكل مكونات النادي الأهلي، أجمل التحايا والمتمنيات بموفور الصحة والعافية والسداد والسؤدد.
لا يوجد مباريات هذا اليوم
تعليقات الزوار ( 0 )