آخر الأخبار
المنتخب المدرسي يشارك في “الجمنزياد” العالمي بالمنامة الليجا تسعى لنقل مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد خارج الحدود المنتخب المغربي يهزم غانا في بطولة افريقيا للكرة الشاطئية المقامة بمصر سفيان رحيمي: رغم الخسارة نتعهد بإصلاح كل الأخطاء نجم الكرة الإيطالية توتي: في عمر 48 سنة أفكر في العودة إلى الملاعب من جديد الإطار الوطني سعيد الصديقي يقود يوسفية برشيد وحلم الصعود يراود فارس أولاد حريز كلاسيكو الرجاء والجيش.. جماهير العسكري ممنوعة من التنقل فريق نهضة ابن امسيك يكتسح لوكوس القصر الكبير بسداسية نظيفة الجولة ال6 من البطولة الاحترافية.. مواجهات بمدربين جدد اثنين منهم أجانب و اثنين محليين. نجاح سباق الدراجات لنادي الجيل الجديد بالعرائش على جميع الأصعدة سفير ابن مسيك لكرة القدم داخل القاعة ضيفا على لوكوس القصر الكبير مشروع مرسوم جديد لتنظيم “التروتينيت” والدراجات في الطرق المغربية المغرب يستضيف حفل توزيع جوائز “الكاف” للمرة الثالثة تواليا تأسيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد فالقطاع الرياضي
اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 -

الزعيم المخدوع

كتب : اَخر تحديث : السبت 28 يناير 2023 - 9:08

حين كانت تصلنا بين الفينة والأخرى أخبار تفكك عائلة نيلسون مانديلا، كنا نردد في دواخلنا عبارة: «ارحموا عزيز قوم ذل».
حين تلقينا خبر انفصال حفيد نيلسون مانديلا، شيف زوليفوليل، عن زوجته الفرنسية غريموند، قلنا: «لا دخل لنا في الحياة الخاصة للرموز وأبناء الرموز وأحفادهم».

وحين مر الطلاق مرور الكرام، كتب الزوج المخدوع بيانا قال فيه: «إن عائلة مانديلا أرسلت غريموند إلى ديار أهلها، بعد أن اكتشفت علاقتها الغرامية مع أحد أشقائي، والتي أثمرت مولودا».

لم يحدد الوريث السياسي لمانديلا، هوية شقيقه الذي أنجب نيابة عنه ابنا كامل الأوصاف، واكتفى بالقول إن العائلة تحت الصدمة.

نسي الناس الحفيد الذي قضى وقته بين المحاكم ومنصات الخطابة، إلى أن ظهر من جديد في منصة خطابة في ملعب حمل اسم والده نيلسون بالجزائر.

تناول شيف الكلمة في افتتاح «شان» الجزائر وألقى خطبة سياسية في ملعب الكرة، تطاول فيها على السيادة المغربية، ووضع إنفانتينو وموسيبي في موقف لا يحسدان عليه.

اعتقد وريث سر مانديلا، أنه في حضرة تجمع خطابي سياسي، فضرب بقبضة يده على المنصة البلاستيكية وهو يحول ملعبا للكرة إلى مؤتمر إفريقي.

اختلط الأمر على شيف، وتبين أنه قرأ الرسالة التي خصصها لمؤتمر الانفصاليين، بدل رسالة الرياضيين، لكنه ورط الجزائر في هفوة تنظيمية فادحة، سينال من أجلها جيراننا ركلة جزاء من الهيئات القائمة على الكرة.

في تصريح لصحيفة إلكترونية جزائرية، وجه الضيف الجنوب إفريقي انتقادات لاذعة إلى فرنسا، نكاية في زوجته الفرنسية الخائنة. وغذى الخلافات القائمة بين المغرب والجزائر، وتلقى ثمن مهمته بالعملة الصعبة، ثم انصرف.

يبدو أن حفيد مانديلا لم يقرأ سيرة جده، ولا يعلم أنه اعترف بفضل المغرب عليه، وأن الملك الحسن الثاني دعم ثورة نيلسون، من لا يقرأ التاريخ محكوم بإعادة أحداثه.

عادت بي الذاكرة لسنة 2013 حين قدر لي أن أزور جنوب إفريقيا، لم أكن حينها مناضلا معارا ولا حقوقيا يرفع شعار «تبا للسود»، ولم أكن مدعوا لحضور أشغال مؤتمر من مئات مؤتمرات جنوب- جنوب التي نستيقظ وننام عليها. لكنني كنت كبقية زملائي الصحافيين في محفل كروي قاري.

في جوهانسبورغ نصحني عبد السلام حبيب الله، رئيس الجمعية المغربية بجنوب إفريقيا واتحاد الجاليات العربية، بزيارة منزل نيلسون مانديلا بمدينة سويتو التي لا تبعد كثيرا عن مقر إقامتنا في جوهانسبورغ، ومعتقل روبن إيسلند المتاخم لمدينة كيب تاون، الذي قضى فيه الزعيم الإفريقي الجزء الأكبر من رحلة اعتقال دامت ثمان وعشرين سنة.

وقفنا أمام الزنزانة التي أقام فيها مانديلا مدة طويلة، لكن لكي تدخلها وتعيش خمس دقائق خلف قضبانها، عليك أن تؤدي 30 أورو، تساءلت بسذاجة كيف تحولت الزنزانة إلى معتقل مدر للدخل، بينما عشرات المعتقلات السرية في بلادي مطلوبة للمسح؟

استمتعنا بدقائق تحت الحراسة النظرية، وكانت كاميرات الهواتف النقالة تؤرخ لحدث الاعتقال السياحي، وعلامات الحبور بادية علينا نحن معشر المعتقلين.

لم نوقع في السجل الذهبي للزنزانة التاريخية، وحين سألت القائم على المعلمة «العقابية»، رد بنبرة غاضبة: «السجل مخصص للمشاهير وكبار الشخصيات». حينها تبين أن السجن ليس وحده للجدعان، بل السجل أيضا، ثم انصرفت خوفا من إقامة دائمة في الزنزانة.

علمت أن مداخيل هذا المزار العقابي تذهب لجيوب عائلة مانديلا، فضلا عن التبرعات والهبات التي يقوم بجمعها محافظ الزنزانة، مشهد أقرب إلى ما تعرفه عائدات الأولياء الصالحين في بلادي، حيث يتحول «لحفيظ» إلى مستفيد من ريع روحاني.

قبل أن يغادر حفيد نيلسون الجزائر، قال له المنظمون: «سنغير على شرفك اسم الشارع المؤدي إلى الملعب»، إذا كان له شرف طبعا.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً