حسن البصري
صدق أولا تصدق، في بطولتنا التي تعاني من الهشاشة، يوجد مدرب أعلى دخلا من رئيس الفريق.
في بطولتنا مدرب ملياردير يشرف على تدريب فريق يعاني من جفاف حاد في ميزانيته.
جوزيف زينباور المدرب الألماني الذي يشرف على تدريب الرجاء الرياضي، رجل أعمال ناجح قبل أن يجمع المجد من كل أطرافه.
حسب موقع «تي أونلاين» الألماني، فإن زينباور مهووس بالكرة وبالأعمال الحرة. «في سن الثانية والعشرين من عمره، أسس شركة استشارات مالية حين كان لاعبا. وحصل على عدة ملايين من عمله واشترى سيارة فيراري في سن الرابعة والعشرين. لهذا السبب أطلق عليه زملاؤه اسم «فيراري- جو».
قبل أن ينهي عقده الثالث أصبح زينباور مالك شركة كبرى لها ثلاثة عشر فرعا في ألمانيا. وحين اشتد به هوس الكرة فوض أمر شركاته لخبراء، وطلب مهلة للتفرغ للتدريب.
قال زينباور لصحيفة «ب. ز. بازيل»: «لم أشتغل كرجل أعمال منذ ثماني سنوات، وضعت قبعة المال جانبا لأحمل قبعة الكرة، ما يجمعهما قيم التنافس والانتصار».
خلافا لكثير من المدربين، لا يشرب زينباور قهوة الصباح إلا بعد أن يطلع على أحوال البورصة، ولا يرتدي بذلة المدرب إلا بعد إطلالة على أحوال العملات.
لهذا حين تلقى عرضا للتدريب في جنوب إفريقيا بغاية الإشراف على نادي أورلاندو بيراتس، لم يتردد في السفر إلى جوهانسبورغ عاصمة المال والأعمال. هناك سيقود الفريق للتتويج وسيجعل من شعار النادي «مسجل خطر« سلوكا لا مجرد «لوغو».
قال جوزيف للاعبي الفريق الجنوب إفريقي في أول لقاء مع مكونات النادي: «أنظروا إلى شعار الفريق على صدوركم، واعلموا أنكم تمثلون الخطر وأن الآخرين سيرعبهم شعاركم». حين انتقل لتدريب الرجاء الرياضي عبر عن إعجابه بالنسر الجاثم على قميص النادي وفي مدخل أكاديميته، وقرر أن يحول خصومه إلى طرائد.
قال زينباور إن التعاقد مع مدرب ملياردير لا يعني إعفاء الفريق من الرواتب الدسمة، أو تقديم تنازلات أو تخفيضات في المنح مراعاة لوضعية النادي: «كانت لدي دائما عقود مدفوعة الأجر، كلاعب وكمدرب. وبالتأكيد ليس بحجم الدخل الذي كنت أحصل عليه كرائد أعمال، لكنني كنت دائما عنصرا مهما في ميزانية الأندية».
ظل الرجل سيد مواقفه وفيا لقناعاته، فخرجت فلول الغاضبين من جحورها تنادي بترحيله، لحسن حظ الرجل أنه لا يفهم اللغة العربية لو كان يجيدها لجمع حقائبه سرا ورحل قبل أن يستيقظ الانقلابيون.
فهم المكتب المسير للرجاء الحكمة من التعاقد مع طاقم متعدد الجنسيات، واكتشف أن انتصارات الرجاء تزين الملعب بأعلام سبع دول. بل إن مدربا يحمل صفة رجل أعمال يجد متعة في الاشتغال ضمن فريق عمل أشبه بشركة متعددة الجنسيات.
حين خرج «باطرون» الرجاء ولم يعد، كان زينباور يمسك بمقود القيادة التقنية، لا يهتم بالمعارك الدائرة في ساحات الفضاء الأزرق، ولا يعير اهتماما للحوافز والحوافر.
صحيح أن جوزيف لا يجازف، ولا يضع ثقته في اللاعبين الناشئين، لكنه يشتغل بفكر رجل أعمال، ويؤمن بأن المكسب يتحقق بخلطة الخبرة والكفاءة والانسجام.
لا وجود لحالة التنافي مع زينباور الملياردير/ المدرب، فقد سبقه مدربون أثرياء أبرزهم إيلي بالاتشي الروماني صاحب مصانع للصابون، والناخب الوطني السابق وحيد خاليوزيتش البوسني صاحب سلسلة مطاعم عالمية فخمة، وبلاغوي فيدينتش مدرب المنتخب في السبعينات الذي أصبح مساهما رئيسيا في شركة «أديداس»…
حين نعلم أن زينباور من مواليد فاتح ماي، عيد الشغل، فإننا سنفهم سر نجاحه في ملاعب المال والأعمال، وحين نعلم أنه من فصيلة برج الثور سنكتشف سر العناد.
عن مقال بيومية الأخبار
للصحافي والإعلامي الرياضي حسن البصري
تعليقات الزوار ( 0 )